فصل: شعر لورقة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **


المجلد الثاني

‏‏[‏‏تابع‏‏:‏‏ حرب الفجار‏‏]‏‏

 قائد قريش وكنانة

وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس ، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة ، حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس ‏‏.‏‏

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحديث الفجار أطول مما ذكرت ، وإنما منعني من استقصائه قطعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏

 حديث تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها

 سنه صلى الله عليه وسلم حين زواجه

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة ، تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فيما حدثني غير واحد من أهل العلم عن أبي عمرو المدني ‏‏.‏‏

 خروجه صلى الله عليه وسلم إلى التجارة بمال خديجة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه ، بشيء تجعله لهم ، وكانت قريش قوما تجارا ؛ فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها ، من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وخرج في مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام ‏‏.‏‏

 حديثه صلى الله عليه وسلم مع الراهب

فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان ، فاطلع الراهب إلى ميسرة ، فقال له ‏‏:‏‏ من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ‏‏؟‏‏ قال له ميسرة ‏‏:‏‏ هذا رجل من قريش من أهل الحرم ؛ فقال له الراهب ‏‏:‏‏ ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ‏‏.‏‏

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة ‏‏.‏‏ فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ، يرى ملكين يظلانه من الشمس - وهو يسير على بعيره - فلما قدم مكة على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به ، فأضعف أو قريبا ‏‏.‏‏ وحدثها ميسرة عن قول الراهب ، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه ‏‏.‏

 خديجة ترغب في الزواج منه صلى الله عليه وسلم

وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة ، مع ما أراد الله بها من كرامته ، فلما أخبرها ميسرة مما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له - فيما يزعمون - ‏‏:‏‏ يا ابن عم ، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت عليه نفسها ‏‏.‏

وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا ، وأعظمهن شرفا ، وأكثرهن مالا ؛ كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه ‏‏.‏‏

 نسب خديجة رضي الله عنها

وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏.‏‏

وأمها ‏‏:‏‏ فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏.‏‏

وأم فاطمة ‏‏:‏‏ هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عمر بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏.‏‏

وأم هالة ‏‏:‏‏ قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏.‏‏

 الرسول صلى الله عليه وسلم يتزوج من خديجة بعد استشارة أعمامه

فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب ، رحمه الله ، حتى دخل على خويلد ابن أسد ، فخطبها إليه ، فتزوجها ‏‏.‏‏

 

صداق خديجة

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، رضي الله عنها ‏‏.‏‏

 

أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم - إلا إبراهيم - القاسمَ ، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم ، والطاهر ، والطيب ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، عليهم السلام ‏‏.‏‏

 

ترتيب ولادتهم

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أكبر بنيه القاسم ، ثم الطيب ، ثم الطاهر ؛ وأكبر بناته رقية ، ثم زينب ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ‏‏.‏‏

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأما القاسم ، والطيب ، والطاهر ، فهلكوا في الجاهلية ؛ وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام ، فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏

 

إبراهيم وأمه

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وأما إبراهيم فأمه مارية القبطية ‏‏.‏‏

حدثنا عبدالله بن وهب عن ابن لهيعة ، قال ‏‏:‏‏ أم إبراهيم ‏‏:‏‏ مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا ‏‏.‏‏

 ورقة يتنبأ له صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل ابن أسد بن عبدالعزى - وكان ابن عمها ، وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس - ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه ؛ فقال ورقة ‏‏:‏‏ لئن كان هذا حقا يا خديجة ، إن محمدا لنبي هذه الأمة ، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر ، هذا زمانه ، أو كما قال ‏‏.‏‏

 شعر لورقة

فجعل ورقة يستبطىء الأمر ويقول ‏‏:‏‏ حتى متى ‏‏؟‏‏ فقال ورقة في ذلك ‏‏:‏‏

لججت وكنت في الذكرى لجوجا * لهمّ طالما بعث النشيجا

ووصف من خديجة بعد وصف * فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي * حديثك أن أرى منه خروجا ‏

بما خبرتنا من قول قس * من الرهبان أكره أن يهوجا

بأن محمدا سيسود فينا * ويخصم من يكون له حجيجا

ويظهر في البلاد ضياء نور * يقيم به البرية أن تموجا

فيلقى من يحاربه خسارا * ويلقى من يسالمه فلوجا

فيا ليتي إذا ما كان ذاكم * شهدت فكنت أولهم ولوجا

ولوجا في الذي كرهت قريش * ولو عجت بمكتها عجيجا

أرجي بالذي كرهوا جميعا * إلى ذي العرش إن سفلوا عروجا

وهل أمر السفالة غير كفر * بمن يختار من سمك البروجا

فإن يبقوا وأبق تكن أمور * يضج الكافرون لها ضجيجا

وإن أهلك فكل فتى سيلقى * من الأقدار متلفة حروجا